فراس المسدي: منطقة اقتصادية جديدة على امتداد خط قطار الاتحاد وتغيراً هائلاً في خطط المطورين
دبي – خاص
من المتوقع أن يحقق مشروع قطار الاتحاد مجموعة من المزايا الرئيسية في جميع أنحاء الإمارات السبع عند بدء تشغيل شبكة قطارات الركاب لعملياتها التجارية في الإمارات العربية المتحدة في عام 2026.
يقدمها فراس المسدي، الرئيس التنفيذي لشركة ” fämالعقارية”، رؤى خبيرة حول كيفية تأثير المشروع على سوق العقارات في الإمارات العربية المتحدة.
يتحدث المسدي عن بعض التغييرات الرئيسية التي سوف يحدثها مشروع قطار الاتحاد ويقول ”<br>
لا يقتصر الاعلان عن مشروع “قطار الاتحاد” على تقصير وقت السفر فحسب، بل يغير أيضاً الصورة الذهنية لدولة الإمارات العربية المتحدة. حيث بات الناس اليوم يختارون أماكن سكنهم أو استثماراتهم بناءً على أنماط حركة المرور وعدد الساعات التي يقضونها خلف عجلة القيادة. ان قطار الاتحاد يعيد كتابة كل ذلك.
من جهة أخرى، يمكن لمناطق كانت تعتبر في السابق “بعيدة جداً” عن متناول وسائل التنقل اليومية أن تصبح الآن مريحة وكأنها أحياء في قلب المدينة. ان هذا التحول لا يؤثر على الأسعار فحسب، بل يغير أيضاً نظرة المشترين والمستأجرين. بحيث تبدأ العائلات والموظفين، وحتى الشركات، في التفكير في الانتقال الى مواقع كانت تتجاهلها سابقاً، مما يضيف عمقاً للسوق، وليس مجرد ارتفاعات قصيرة الأجل.
وعن مدى التأثير على أسعار مبيعات وإيجارات الأراضي والعقارات في المناطق الواقعة على طول مسار القطار
ويوضح أنه على الصعيد العالمي، تظهر مشاريع مماثلة زيادة معقولة تتراوح بين 10% و15% في الأراضي والعقارات الواقعة في نطاق محطات القطار المباشرة بمجرد تشغيل خدمات القطار ووصول الميل الأخير بسلاسة.
لكن الجانب الإيجابي الأكثر إثارة للاهتمام يكمن في السرعة، وليس فقط في السعر: استيعاب أسرع للمبيعات، ومدة أقصر في السوق، وإقبال أقوى على الإيجارات. اما بالنسبة للمستثمرين فان هذا يعني أن رأس المال يعمل بجهد أكبر وتتحسن السيولة – حتى دون حدوث قفزات كبيرة في الأسعار الرئيسية.
وتشير بعض التقارير إلى مكاسب تتراوح بين 30% و40% بفضل خط السكة الحديد. أعتقد أن نسبة 30% نسبة تفاؤل، ولكن هناك تفصيل مهم يغفله الكثيرون: ان مناطق مثل جبل علي، وميناء خور دبي، والجداف، تعتبر حاليا مناطق واعدة لا تزال في طور التطوير وتشهد مستويات اسعار منخفضة نسبيا.
ستنمو هذه المناطق على أي حال بفضل البنية التحتية والتخطيط العمراني الجاري. إذا شهدت هذه المناطق نمواً سنوياً يتراوح بين 10% و15% في السنوات القادمة، وأضفنا إليها المزايا التي توفرها السكك الحديدية، فمن الممكن أن نشهد مكاسب تتراوح بين 20% و25% في بعض المناطق.
من المهم أن نتذكر أن العقارات تتحرك في دورات. وترتفع القيم لسببين رئيسيين – أولاً، الاتجاهات الكلية عندما ينتعش السوق ككل، والثاني هو العوامل الجوهرية على المستوى المحلي للمنطقة او المشروع مثل تحسينات البنية التحتية او تطويرات نوعية، والتي تضيف قيمة حقيقية وتدفع الأسعار الى الأعلى.
ستستفيد المناطق المرتبطة بالسكك الحديدية من كلا السببين، مما قد يزيد من المكاسب بشكل يفوق ما ستشهده المناطق الناضجة مثل وسط المدينة، والخليج التجاري، ومرسى دبي.
ولكن ما هو تأثير الإعلانات الأخيرة حول التقدم المحرز في مشروع قطار الاتحاد؟
يضيف نحن نشاهد إشارتين مبكرتين واضحتين:
ملاك الأراضي يتمسكون بها بدلاً من بيعها – وهو مؤشر قوي على توقعهم نمواً في القيمة مستقبلاً.
المطورون الذين يستكشفون مخططات رئيسية للتطوير الموجه نحو التنقل بالقرب من مواقع محطات القطار المحتملة، يدمجون السكن متعدد الاستخدامات حول محطات السكك الحديدية. عادة ما تظهر هذه السلوكيات قبل بيانات الأسعار الرسمية، لكنها مؤشرات مبكرة موثوقة من المناطق الأخرى.
من جهة أخرى هل سيحول المشروع بعض المناطق التي كانت منخفضة القيمة سابقا إلى مواقع عقارية جذابة؟
يؤكد المسدي :” نعم، لكن التحول ليس تلقائياً. يجب دمج المحطات في حياة الأحياء، لا مجرد بنائها بشكل منعزل. فبينما يشمل التخطيط الحضري متاجر التجزئة والمدارس والأماكن العامة والشوارع، يمكن للمناطق منخفضة القيمة أن تقفز إلى مراكز تنقل رئيسية. وبدون هذا التكامل، سيكون هذا التطور ضعيفاً.
الفرصة الحقيقية تكمن في أن يسهم المطورون والمستثمرون في تشكيل هذه المجتمعات قبل حفل الافتتاح، وليس بعده.
وحول امكانية أن تحصل تغييرات في الطلب على العقارات أو نشاط الاستفسار عنها في المناطق
القريبة من خطوط السكك الحديديةيجيب المسدي بالقول:”<br>
نعم، ولكن النقطة الأكثر إثارة للاهتمام هي نوع الطلب. اننا نشهد استفسارات من مشترين لم يسبق لهم التفكير في هذه المناطق، وخاصة المهنيين من مختلف الإمارات الذين سيضطرون فجأة إلى التنقل من الباب إلى الباب لمدة 30-40 دقيقة. وهذا تحول هيكلي طويل الأمد، وليس مجرد رد فعل تخميني.
ويضيف، لا يقتصر اهتمام المستثمرين الأذكياء على الوحدات السكنية فقط. بل أنهم يتطلعون إلى الشقق الفندقية المخدومة، ومفاهيم السكن المشترك، والمساحات المكتبية الصغيرة، ومراكز الخدمات اللوجستية للميل الأخير. الفائزون الحقيقيون هم من يدركون أن مراكز التنقل الرئيسية تخلق منظومة متكاملة – تجارة التجزئة، والمكاتب، والضيافة، والخدمات – وليس مجرد منازل.
ابق على اطلاع دائم
اشترك في نشرتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني