مسؤولون تنفيذيون يتحدثون عن بنية البيانات التحتية للذكاء الاصطناعي باللغة العربية
الرياض 12 سبتمبر 2025
ديفيد باربر، مدير مركز الذكاء الاصطناعي في جامعة كلية لندن وعالِم متميز في شركة UiPath
أهمية توفر بيانات محلية وموثوقة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي باللغة العربية
سُبل الحفاظ على سيادة البيانات في ظل الاعتماد المتزايد على الحلول التقنية العالمية
كيفية بناء بنية تحتية للبيانات تدعم النمو التقني وتراعي الخصوصية والسياق الثقافي
أمثلة من تجارب دولية يمكن الاستفادة منها في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي مسؤولة وقابلة للتوسع
ديفيد باربر، مدير مركز الذكاء الاصطناعي في جامعة كلية لندن (UCL) وعالِم متميز في شركة UiPath
يشكّل إطلاق السعودية لنموذج Allam محطة بارزة في مسار تطوير الذكاء الاصطناعي العربي وترسيخ السيادة الرقمية إقليمياً. القضية تتجاوز إنشاء نموذج لغوي إضافي؛ إنها معالجة منهجية لثغرات لغوية وثقافية أبقت المستخدم العربي على هامش أنظمة الذكاء الاصطناعي العالمية.
تعقيد العربية كان عقبة أمام الذكاء الاصطناعي. هناك أكثر من100 لفظاً لكلمة »أسد«، ودلالات سياقية لا تُترجم بسهولة، وتبديل مستمر بين العربية الفصحى واللهجات. لذلك، لا تُجدي »ترقيعات«النماذج المتمحورة حول الإنجليزية. كما لا تُلتقط النية والعاطفة والعمق الثقافي عبر الترجمة وحدها؛ المطلوب أنظمة تُصمَّم للتفكير بالعربية من الجذور.
في تأكيد أن البيانات الموثوقة والمرتبطة بالسياق الثقافي هي قاعدة الأداء الحقيقي للذكاء الاصطناعي بالعربية. ومع كون نحو 15% فقط من المحتوى العربي على الإنترنت صالحاً للتدريب— مقابل ما يفوق50% للإنجليزية— تغدو كل مجموعة بيانات محلية مُنسّقة مورداً حاسماً. وتتيح التطورات في التجزئة الرمزية وهندسات النماذج تدريب »نماذج عربية أولاً« بدقة أعلى وكلفة حوسبية أدنى.
كما يسلّط هذا التطوّر الضوء على أولوية »سيادة البيانات«. فلا يمكن للمؤسسات الإقليمية الارتهان الكامل لمنظومات خارجية حين تتطلب التطبيقات الحساسة فهماً دقيقاً للسياقات المحلية والعُرف وأنماط التواصل. بناء قدرات أصلية ليس مسألة دقة لغوية فقط، بل ضمانٌ لسيطرة حقيقية على كيفية تفسير الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات العربية.
ومع توسّع الاستثمارات الحكومية في البنى التحتية للذكاء الاصطناعي، تغدو الحوكمة الرصينة ركناً لازماً. مبادرةAllam في السعودية قد ترسم مساراً يُزاوج بين القدرة السيادية ومبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول، مع انعكاس القيم الثقافية والتنوّع اللغوي في المنطقة.
باختصار، ثورة الذكاء الاصطناعي العربي بدأت تكتسب زخمها المستحق، وAllam خطوة متقدمة نحو واقع تُفهم فيه العربية في عمقها، لا أن تُختزل في ترجمتها.
ابق على اطلاع دائم
اشترك في نشرتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني