خليفة حسن الفورة الشامسي: مهندس التحول الرقمي في المنطقة
١٠ أكتوبر ٢٠٢٥
في عالمٍ يتحرك بسرعة الضوء نحو الرقمنة، تبرز قلة من القادة القادرين على فهم هذا التحول وقيادته، وليس فقط مواكبته. خليفة حسن الفورة الشامسي واحد من هؤلاء القلة. يجمع في شخصيته بين هدوء القائد، وحدّة المفكر، وبصيرة الاستراتيجي الذي يدرك أن التكنولوجيا ليست مجرد أدوات، بل قوة تعيد تشكيل الاقتصادات والمجتمعات والفرص.
غلاف عدد أكتوبر 2025 لمجلة Entrepreneur العربية
من موقعه كرئيس تنفيذي للاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في مجموعة «إي آند»، لعب الشامسي دورًا محوريًا في انتقال المجموعة من شركة اتصالات تقليدية إلى مجموعة تكنولوجية عالمية تقود التحول الرقمي في المنطقة. لكن ما يميز رحلته ليس فقط إنجازاته المهنية، بل قدرته الفريدة على الجمع بين التكنولوجيا وأصالة الهوية—فهو أيضًا أول حكم دولي إماراتي معتمد في مسابقات جمال الخيل، ما يجسد التقاء الجذور بالرؤية، والأصالة بالمستقبل.
من شغف مبكر بالتقنية… إلى قيادة صناعة بأكملها
بدأت قصة الشامسي مع التكنولوجيا من شغف حقيقي بالابتكار وبالرغبة في خدمة المجتمع. أدرك منذ وقت مبكر أن الاتصالات ليست مجرد خدمات يومية، بل بنية أساسية تصنع الاقتصاد، وتبني المعرفة، وتفتح بابًا لا محدودًا للعالم. ومع تقدم السنوات، كان شاهدًا على التحول التاريخي نحو الرقمنة، مشاركًا في صنعه، ومسهمًا في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة جعلت المنطقة أكثر اتصالًا واستعدادًا للمستقبل.
محطات صنعت الفارق… وتحولات غيّرت القطاع
على مدى أكثر من ثلاثة عقود، شكّلت محطات مفصلية رحلة الشامسي داخل «إي آند»:
● قيادة إطلاق الهاتف المتحرك والنطاق العريض وخدمات البيانات المتقدمة.<br data-start="1805" data-end="1808">● تولي منصب الرئيس التنفيذي للتسويق ثم الرئيس التنفيذي للخدمات الرقمية، وهو الأول من نوعه في المنطقة.<br data-start="1913" data-end="1916">● لعب دور رئيسي في بناء استراتيجية التحول الرقمي للمجموعة.
لكن المحطة الأهم كانت التحول الكبير للمجموعة من مشغّل اتصالات تقليدي إلى مجموعة تكنولوجية عالمية. خطوة شجاعة غيّرت قواعد اللعبة في قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط، وأسست للتنوع في مجالات التكنولوجيا المالية والإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي.
أما قيادته لشركة «إي آند لايف» فمثّلت نقطة تحول استراتيجية، حيث أشرف على تطوير منظومة رقمية متكاملة أطلقت منصات رائدة مثل «إي آند موني» و«ستارزبلاي»، والتي أصبحت جزءًا من حياة الملايين.
وجاءت محطة «إي آند إنترناشونال» لتضيف بُعدًا عالميًا جديدًا للمجموعة، مع توسع قوي في أسواق السعودية ومصر والمغرب وباكستان، إضافة إلى الاستحواذ التاريخي على «PPF تيليكوم» الذي فتح أبواب أوروبا أمام المجموعة، وعزّز مكانتها كلاعب عالمي.
القيادة بالثقة… وبناء فرق تفكر كرُوّاد أعمال
يؤمن الشامسي بأن القيادة ليست منصبًا، بل مسؤولية. وتعتمد فلسفته على أربع قيم: الثقة، الشفافية، التمكين، والعمل بروح الفريق.
فالقائد في نظره لا يملي الأفكار، بل يفتح الأبواب. ولا يطلب الإبداع، بل يهيئ بيئة تسمح به. لذلك يضع الابتكار والمرونة في قلب الثقافة الداخلية للمجموعة، ويحرص على أن يشعر كل موظف بأن صوته مسموع ودوره مؤثر.
التحول الرقمي… من مفهوم إلى واقع يصنع المستقبل
لم يكن التحول الرقمي في «إي آند» مجرد رقمنة للعمليات، بل إعادة صياغة شاملة للنموذج المؤسسي، تبدأ بالبنية التحتية وتنتهي بثقافة الابتكار.
استثمارات المجموعة شملت:
● الخدمات المالية الرقمية<br data-start="3313" data-end="3316">● الإعلام والترفيه الرقمي<br data-start="3345" data-end="3348">● المدن الذكية وإنترنت الأشياء<br data-start="3382" data-end="3385">● الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الفائقة
كما أسهمت الشراكات العالمية في تسريع الابتكار، ونقل أحدث التقنيات إلى المنطقة، وترسيخ حضور «إي آند» كمجموعة تكنولوجية متقدمة، لا مجرد شركة اتصالات.
«إي آند لايف» و«إي آند إنترناشونال»… محركان لمستقبل المنطقة
تلعب «إي آند لايف» دورًا ثوريًا في تجربة المستهلك الرقمي عبر دمج الخدمات المالية والترفيهية في تطبيقات فائقة مثل «إي آند موني»، ومنصات مثل «ستارزبلاي» وتطبيق «كريم».
أما «إي آند إنترناشونال» فتشكل ذراع التوسع العالمي، حيث تُصدّر خبرات المجموعة إلى أسواق واعدة وتقدم حلول المدن الذكية والإنترنت المتقدم، وتساهم في تمكين الاقتصادات المحلية.
أولويات 2026: ذكاء اصطناعي أعمق… توسع أذكى… ومحتوى رقمي أقوى
تركّز استراتيجية «إي آند» على أربعة محاور مستقبلية:
1. دمج الذكاء الاصطناعي في جميع العمليات والخدمات.<br data-start="4190" data-end="4193">2. توسيع منصات الخدمات المالية الرقمية لتعزيز الشمول المالي.<br data-start="4257" data-end="4260">3. بناء شراكات كبيرة في المحتوى والترفيه الرقمي.<br data-start="4312" data-end="4315">4. توسع جغرافي ذكي في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا الشرقية.
إضافة إلى اهتمام خاص بقطاعات مثل التكنولوجيا الصحية، والواقع المعزز والافتراضي، وإنترنت الأشياء.
معادلة الريادة: الابتكار + الشراكات + رأس المال البشري
في سوق عالمي شديد المنافسة، تتبنى «إي آند» فلسفة واضحة: أن تكون أسرع في التغيير، أعمق في التأثير، وأقرب إلى العميل.
وتعتمد على ثلاث ركائز:
● ابتكار مستمر مدعوم بتقنيات ناشئة.<br data-start="4736" data-end="4739">● شراكات عالمية مع عمالقة التكنولوجيا.<br data-start="4781" data-end="4784">● ثقافة مؤسسية تشجع على الإبداع وروح المبادرة.
هذه المعادلة جعلت «إي آند» لاعبًا عالميًا لا يكتفي بالمنافسة، بل يصنع معايير جديدة في قطاع التكنولوجيا.
قائد يجمع بين التكنولوجيا والأصالة
خليفة حسن الفورة الشامسي ليس مجرد اسم في عالم الاتصالات، بل قصة نجاح تجمع بين عمق الرؤية وقوة الهوية. بين عالم التقنية حيث تُصنع المستقبلات، وعالم جمال الخيل حيث تبقى الأصالة جزءًا من الروح.
وفي زمن تتسارع فيه التحولات، تبقى قصته مثالًا لقائد يعرف كيف يبني المستقبل… دون أن يغادر جذوره.
<a href="https://entrepreneuralarabiya.com/2025/10/10/71448/%d8%a3%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%a8%d8%b1-2025/" target="_blank" rel="noopener" class="content-link">https://entrepreneuralarabiya.com/2025/10/10/71448/%d8%a3%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%a8%d8%b1-2025/</a>
ابق على اطلاع دائم
اشترك في نشرتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني